إن كنت تهدف إلى حث جمهورك على اتخاذ إجراء معين خلال حملتك التسويقية؛ فأنت بحاجة إلى رواية القصة كونها وسيلة لإشراك الدماغ بطرق لا تستطيع أشكال الاتصال الأخرى ذلك.
ولكن كيف لمهمة رواية القصة القدرة على إنتاج الهرمونات والمواد الكيميائية؟
الهرمونات التي تثيرها رواية القصة:
· هرمون الدوبامين Dopamine
الدوبامين هو الهرمون المفضل لدى الجميع ولكننا لا نعلم ذلك. فعندما يتم إطلاق هرمون الدوبامين؛ يتم تنشيط أنظمة التعلم في دماغنا. وغالباً ما يرتبط هذا الهرمون بالإثارة أو المتعة، إذ يثير هرمون الدوبامين لدى الجمهور الشعور بـ:
- التركيز
- التذكر
- الحماس
لإنتاج هرمون الدوبامين تحتاج إلى رواية القصة الممزوجة بالعواطف والتي تثير الاهتمام لدى الجمهور المستهدف كنوع من أنواع التشويق.
يمكنك أن تبدأ بسؤال مثير للاهتمام أو بيان مشوق خاصة مع بداية قصتك.
في الواقع في كل مرة ننخرط في نشاط ممتع سواء كان تناول وجبة لذيذة، أو الجماع، أو الذهاب في نزهة على الأقدام، يطلق الدماغ كميات بسيطة من الدوبامين التي تعزز هذا النوع من سلوك المتعة.
على الرغم من دور الدوبامين في مساعدتنا على الشعور بالمتعة، يشعر الكثير من الناس أنه سيكون من الأفضل أن نطلق عليه اسم هرمون المكافأة أو هرمون السعادة.
بعبارة أخرى يتيح للدماغ معرفة أن الجسم قد استمتع بالنشاط لأنه كان ممتعاً. يمكن أن يكون لهذا تأثير إيجابي عندما يكون النشاط سلوكاً صحياً، ولكن يمكن أن يكون له تأثير سلبي عندما يكون النشاط غير صحي مثل تعاطي المخدرات أو الكحول.
· هرمون الكورتيزول Cortisol
هذه المادة الكيميائية تتطلب انتباه الدماغ، ولذلك فالكورتيزول هو هرمون التوتر. فهو يكاد أن يكون في القول التحذيري؛
“انتبه لما سأقوله، هناك شيء ما من المؤكد بأنك ستتعلم منه”
يمكن أن يكون هذا الهرمون مفيد جداً عند استخدامه بجرعات صغيرة، فأنت بحاجة إلى إثارة هذا الهرمون ولكن بكميات قليلة وبما يؤمن إثارة جمهورك للموضوع التي ستتناوله. فالإفراط في اثارة كميات كبيرة من هرمون الكورتيزول لدى الجمهور يمكن أن يتسبب في شعورهم بعدم الارتياح وبالتالي ترك محتواك.
فرواية القصة المخيفة أو التي بها بعض جوانب الخطورة ستجعل جمهورك يفرز هذا الهرمون بكمية أكبر.
ولإنتاج هذا الهرمون فتحتاج أثناء رواية القصة تضمين بعض الجمل التي تسلط الضوء حقاً على الصعوبات التي تواجهها.
· هرمون الأوكسيتوسين Oxytocin
هرمون الأوكسيتوسين هو نفس المادة الكيميائية التي تغرق جسم الأم بعد ولادة طفلها. إنه هرمون قوي في بداية إنشاء العاطفة والترابط بين الأم والطفل الحديث.
ولذلك تخيل ما سيفعله هذا الهرمون في بناء الروابط العاطفية القوية مع جمهورك.
الأوكسيتوسين هو المفتاح لإثارة التعاطف مع الجمهور، فإثارة التعاطف لدى جمهورك سيساعدك في الحصول على ثقتهم بك، ويصبح متهيئ لما تطلبه منهم. وهذا ما نلاحظه في رواية القصة الموجهة لجمع التبرعات.
لإنتاج هذه المادة الكيميائية ستحتاج إلى رواية القصة التي تجذب أوتار القلب وتجعل جمهورك أكثر إنسانية. أن تكون ضعيفاً وتحتاج المساعدة، وكذا صادقاً في قصصك فسيساعدك ذلك في تحفيز إفراز هرمون الأوكسيتوسين لدى الجمهور المستهدف.
· هرمون الإندورفين Endorphins
ربما سمعت أن التمرينات تعمل على إنتاج هرمون الإندورفين، هذا الهرمون هو المسؤول على منحك شعوراً بالرضا. هرمون الإندورفين يجعلك تضحك وتشعر بالسعادة.
الإندورفين عبارة عن هرمونات يتم إفرازها في الدماغ عندما يشعر جسمك بالألم أو الإجهاد، يتم إنتاج الإندورفين للمساعدة في تخفيف الألم وتقليل التوتر وتحسين المزاج.
على الرغم من استمرار البحث فقد وجد العلماء أن ارتفاع مستويات الإندورفين يمكن أن يقلل الألم ويزيد من المتعة. كما قد تساعد المستويات العالية من الإندورفين أيضا في تقليل أعراض التوتر والقلق والاكتئاب وتحسين المزاج.
المزج بين تلك الهرمونات:
بغض النظر عن المزاح فإن رواية القصة المضحكة والحكايات الساخرة يمكن أن تساعد في إراحة جمهورك وتجعلهم أكثر تقبلاً لما تقوله. حاول ايضاً تضمين لحظة فكاهية، أو لحظة سعيدة أو محرجة، أو شيء غير متوقع لتحفيز الإندورفين لدى جمهورك.
ابتكر مزيجاً من هذه الهرمونات والمواد الكيميائية عن طريق إضافة الاهتمام والإثارة والراحة والارتباط بقصصك – بالتأكيد سيكون لديك جمهور جاهز للعمل معك.
فبمجرد رواية القصة يمكن (للشخص) زرع الأفكار والعواطف في أدمغة الجمهور، فالقصة هي الطريقة الوحيدة لتنشيط أجزاء في الدماغ، بحيث يشعر المستمع وكأنه عاش التجربة نفسها، وبالتالي ودون أن يشعر سيعمل على تحويل القصة إلى فكرة وتجربة خاصة به.
من المثير للدهشة أن مجرد التفكير في فعل أو تجربة بهذه الطريقة ينشط الخلايا العصبية المرتبطة بهذا الفعل. ليس ذلك فحسب بل يخبرنا البحث أن هذا النشاط في الدماغ يمكن أن يبقى معنا لعدة أيام. هذه هي الطريقة التي تلتصق بها القصص في أدمغتنا لفترات طويلة، هذه هي الطريقة التي ستجعل دورك لا يُنسى في رواية القصة.
لا تخجل عندما يتعلق الأمر بمشاركة قصص النضال المؤلمة، فمساعدة الجمهور على تجربة الألم الذي تخاطبه مؤسستك سيساعدهم على الرغبة في المشاركة في حل المشكلة.
عند التفكير في القصص التي تريد مشاركتها ضع في اعتبارك تحديد سمات الأشخاص الذين تخدمهم مؤسستك والذين واجهوا صعوبة كبيرة وتغلبوا عليها. هناك احتمالات جيدة أن قصصهم مليئة بالكثير من المشاعر مثل الخوف والغضب والمرونة والحسرة والفرح والارتياح وما إلى ذلك من المشاعر.
لا تخجل من سؤال الآخرين مشاركة قصصهم وإن كان السؤال مصدر إزعاج للبعض، كما سيشعر الكثير من الناس بالفخر والشرف لمشاركة قصتهم. فعلم النفس يخبرنا اليوم أن مشاركة قصصنا لها العديد من الفوائد النفسية بما في ذلك:
- ستدرك بأن مشاركة قصتك فيه مساعدة للأخرين.
- مساعدة الشخص في نشر رسالته الإيجابية في المجتمع.
- فهم أحداث الحياة.
- إيجاد السلام والأمل.
ملاحظة: إذا كانت مؤسستك تتطلب عدم الكشف عن هوية العميل كونه صاحب قصة نجاح؛ فيمكنك دائماً تغيير اسم الشخص وبعض تفاصيل القصة لإخفاء هويته.
مصادر إضافية:
- ماهي المراحل الـ 3 لرحلة العميل في قمع التسويق؟
- ماهو علم النفس التسويقي وكيف تستخدمه الشركات في العالم ؟
